الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة ما حكاية الخزري: هدّاف من الطراز الرفيع مع سانت إيتيان .. وشبح مع المنتخب!

نشر في  01 ديسمبر 2018  (12:26)

 لا يختلف عاقلانِ في أنَّ اللّاعب الدولي التونسي، وهبي الخزري، موهبة فريدة من نوعها وكفاءَة فنيّة نادراً ما تنجبها كرة القدم التونسيّة، ولعلّ مسيرتهُ الثريّة التي لا يزال يرسم تفاصيلها بحنكة وإبداع ضمن البطولة الفرنسية خير دليل على ما نقول، رغم صعوبة مراس المنافسة هناك مع تواجد نجوم من ذهب غنموا بأقدامهم ملايين اليوروهات على غرار كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا سانتوس والأسطورة الحيّة جيانلويجي بوفون.

ولمع نجم المهاجم التونسي وهبي الخزري بوضوح خلال الموسمين الأخيرين، مؤكّداً بأدائهِ الرّائع وعطائه الغزير على الميدان، أنّهُ لاعب يضاهي في قيمتهِ الكرويّة كبار المجال في فرنسا، وبإمكانهِ تقمّص أزياء أعتى الأندية وأبرزها حتّى وإن تعلّق الأمر بفريق عاصمة الأنوار باريس سان جيرمان...

ويبدو أنَّ شهيّة الخزري للتسجيل وصناعة الأهداف أضحت مفتوحة أكثر من أيّ وقت مضى، فسانت إيتيان الذي تصيّدهُ وآمن بقدراته، راهنَ على انتدابه بقيمة ماليّة تاريخيّة قُدّرت بحوالي 30 مليون دينار من العملة التونسية، لأنّ مسؤولي هذا الفريق متيقّنون أشدّ اليقين أنَّ هذه الدرّة النفيسة قد تدرّ عليهم ثروةً طائلة بعد سنوات قليلة، فضلًا عن مساهمة لاعبنا التونسي في تحقيق ما عجز عن تحقيقه سانت إيتيان خلال المواسم المنقضية.

ولئن، مثّل وهبي الخزري البالغ من السنّ 27 ربيعاً، مفاجأةً سارّة بالنسبة لجماهير فريقه والتي أصبحت تتغنّى بإسمه وخصال قدميه الساحرتين قبالة مرمى المنافسين، تسود حالة من الحيرة القصوى لدى الجماهير العريضة للكرة في تونس وبخاصّة منهم الملاحظين والإعلاميّين والنقّاد، مَردُّ ذلكَ ضعف المردود والحضور الباهت بدءًا بمقابلات كأس العالم ووصولاً إلى اللّقاءَات الأخيرة، حيث غابت فيها "صَنعة" الخزري مع المنتخب الوطني ولمساته الدقيقة وتصويباته المؤطّرة على المرمى التي باغت بها أشرسَ الحُرّاس وأذلّ من خلالها كبرياءَهم...

وبلغَ جدلُ المتابعين حدَّ الحديث عن ممارسات لَا صلة لها بكرة القدم إطلاقاً، داخل حجرات ملابس النّسور، إذ تحفّ بالخزري شائعاتٌ متعدّدة الروايات والمَضامين، تتّهمهُ بالوقوف ندّاً للندّ في وجهِ الإطار الفنّي وتورِّطهُ في تعمُّد إفساد الجوّ العام وسط المَجموعة، وهيَ أمورٌ تجرّأت على هيبة المكتب الجامعي وزادت في تعكير الأوضاع وفتح باب التأويلات، دون أن يحرّك المسؤول الأوّل عن الإتحاديّة وديع الجريء ساكناً، مُكتفياً بالصمت والمتابعة كأيّها الناس!!!

ماهر العوني